تركيبة الإنسان معقدة في طبيعتها، وخلق شخصية داخل فيلم أو مسلسل عملية يمكن أن تكون أكثر تعقيدًا. خلق الشخصيات وبنائها يُعد أحد أكبر متع الكتابة، وهو أيضًا أحد أكثر الأشياء المسببة للإحباط.

أثناء العمل على تطوير الشخصية، هناك بعض الأشياء التي عليك البدء بتحديدها مثل سماتها الشخصية، مسارها خلال الأحداث، وحتى إضافة بعض العيوب لإثرائها.

اليوم أود أن أتناول كيف يخلق الكتّاب المحترفون شخصياتهم من خلال استعراض مجموعة من الأساليب المختلفة من فيديو على قناة اليوتيوب “Behind the Curtain” وسنناقشها بشكل عام بعد ذلك.

لنتعمق في الأمر قليلًا.

في حقيقة الأمر، ما يمكنك تعلمه من مجرد الاستماع إلى الكتُاب المحترفين وهم يتحدثون عن مهنتهم يفوق ما قد تتعلمه من القيام بأي شيء آخر. في هذا الفيديو، يقدم بعض أفضل الكتُاب العاملين في هوليوود مجموعة واسعة من الإجابات حول كيفية خلق وكتابة الشخصيات.

دعونا نستعرض معًا أهم النقاط الرئيسية.

إن خلق شخصية ثلاثية الأبعاد هو أحد أكثر جوانب كتابة السيناريو تحديًا، وذلك يرجع لحقيقة أنه لا توجد شخصية ثلاثية الأبعاد بحق، فجميعهم شخصيات ثنائية الأبعاد على الشاشة، وما تفعله هو أن تخدع الجمهور أن هذه شخصيات حقيقية.

 أسهل طريقة لتحقيق ذلك هي أن تضع جزءًا من نفسك في كل شخصية. قد يسهّل عليك ذلك التعرف على دوافعهم أو فهم سلوكهم في مشهد معين. ولكن أيضًا سيجعل من الأسهل على الجمهور أن يتواصل معهم. لكن هذا لا يعني أن تكون الشخصيات أقرب إلى الذاتية.

بدلاً من ذلك، يحتاج الكاتب إلى إيجاد طريقة للتواصل الشخصي مع الشخصيات التي يريد أن يتواصل معها الجمهور، ربما من خلال خلق رابط عاطفي يربط كل فرد من الجمهور بالشخصيات التي تريدهم أن يتواصلوا معهم، ومن ثم فإن آدمية المشاهد هي ما تجعل الشخصية حقيقية.

إذا لم يستطع الكاتب التواصل مع الشخصيات، ستبدو في النهاية وكأنها شخصيات كاريكاتورية أو نمطية، وهو ما سيقطع حبل التواصل بين المشاهدين والقصة.

يقول كاتب السيناريو الشهير آرون سوركين: «بدلًا من أن أقول للجمهور من هي الشخصية، أحب أن أُظهر للجمهور ما تريده الشخصية. يتلخص الأمر كله في رغباتها والعقبات التي تقف في طريقها. لا يهم بالضبط ما تريده، ما يهم هو أن تريده بشدة، سيكون حتى من الأفضل أن تكون في احتياج إليه. وعندما يكون هناك عقبات تحول دون الوصول إلى ما تريده، فإن الأساليب التي تستخدمها الشخصية لتخطي تلك العقبات هي ما تُعرّف من تكون الشخصية».

أحببت الاقتباس من المخرجة جريتا جيرويج: «الكتابة هي الاستماع». شخصياتك تخبرك من هم مرارًا وتكرارًا. عليك أن تظل على تواصل وتستمع لهم أثناء الكتابة.

إنهم سيخبرونك بما يحتاجونه. ودورك هو أن تضع ذلك على الورق.

ما هي بعض استراتيجيات الكتابة التي يمكنك استخدامها؟

بعد مشاهدة الفيديو والاستماع إلى كل هذه النصائح، أنا متأكد أنك تتساءل كيف يمكنك تطبيقها على كتابة السيناريو الخاص بك.

في الحقيقة أردت عمل قائمة بالأساليب والحيل التي يمكنك استخدامها.

1- الاستناد إلى التجارب الشخصية: يحيك العديد من الكتاب بعضًا من طباعهم الشخصية وتجاربهم وملاحظاتهم داخل نسيج شخصياتهم. هذا لا يعني أن تلك الشخصيات تمثل ذواتهم، لكنه يسمح بفهم أعمق لدوافعهم وسلوكياتهم.

2- التعامل مع كل شخصية باعتبارها الشخصية الرئيسية: حتى الشخصيات الثانوية يجب أن يكون لها وجهات نظرها ودوافعها وخلفياتها الفريدة. أن تتخيل كل شخصية باعتبارها بطلة قصتها الخاصة يمكن أن يساعد في خروجها بشكل أكثر آدمية وواقعية.

3- تعريف الشخصيات من خلال أخصامها: الصراع هو قلب الدراما، وغالبًا ما يتم تعريف الشخصيات بما تكافح ضده. يمكن أن يأتي الخصم في هيئة شخصًا آخر، أو معايير المجتمع، أو عيوبها الخاصة، أو حتى ماضيها. ما صراع شخصيتك؟

4- السعي إلى المصداقية: يجب أن تتصرف الشخصيات التي تخلقها بطرق تتفق مع شخصياتهم وظروفهم. هذا يتضمن منحهم نقاط قوة وضعف، وبعض الفضائل والرذائل. دعهم يرسمون خطًا واضحًا في أفعالهم ودوافعهم.

5- احتضان العيوب والتناقضات: الأشخاص الحقيقيون معقدون ومتناقضون، وكذلك يجب أن تكون الشخصيات الخيالية. فغالبًا ما تكون الشخصيات المثالية مملة ولا يمكن تصديقها.

6- إجراء بحث على أشخاص حقيقيين: يمكن أن يمنحك التحدث إلى الأشخاص الذين يتشاركون مهنًا وتجارب مماثلة مع الشخصيات نظرة ثاقبة عن طرق تواصلهم وسلوكياتهم ووجهات نظرهم عن العالم.

كل هذه مجرد أفكار. كل ما يهم هو أن تتبع حدسك وتكتب نسخة من الشخصية التي تؤمن بها. استمع إلى الملاحظات وأدرك أين يتواصل الناس أو يصطدمون. وأدمج ذلك في صوتك الفريد.

وفوق كل شيء، استمر في الكتابة.

أخبرني برأيك في التعليقات.

للإطلاع على النص الأصلي: هنا

مشاركة: